جودة الحياة- السينما السعودية تنطلق نحو العالمية برؤية طموحة.

المؤلف: نجيب يماني09.21.2025
جودة الحياة- السينما السعودية تنطلق نحو العالمية برؤية طموحة.

إذا أردتَ أن تتأمل في نهضة المملكة العربية السعودية الشامخة، فعليك أن تتوقف مليًا، وتتمعّن بدقة في برنامج «جودة الحياة»، فهو السر الدفين وراء التحولات العميقة التي هزت أرجاء البلاد، وأثارت إعجاب المراقبين ودهشتهم، إنه جوهر «رؤية المملكة 2030» النابض بالحياة، وعمقها الراسخ، حيث تجسدت فيه رؤية ولي العهد الطموحة لحياة المواطن السعودي، فحظي باهتمام بالغ وعناية فائقة، تجسد حرص القائد الرشيد على رفاهية شعبه، وبذله الغالي والنفيس لتحقيق تطلعاتهم. على هذا الهدف النبيل راهن، ومن أجله عمل بجد وإخلاص، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على وعي القائد البصير والمحنّك، الذي صقلته التجارب، وأحاط علمًا بمتطلبات رفعة الأوطان وتقدمها.

ومن رحاب الرؤية السعودية الواسعة، أعلن رئيس هيئة الترفيه، المستشار تركي آل الشيخ، عن إنجاز تصوير فيلم «The Seven Dogs»، الذي يعد أضخم إنتاج سينمائي في تاريخ السينما العربية، حيث جرى تصويره بالكامل في استوديوهات الحصن بمدينة الرياض، وشملت جميع المشاهد والأحداث تصويرها داخل عاصمة المملكة، وبميزانية ضخمة تجاوزت 40 مليون دولار، وبمشاركة كوكبة من ألمع نجوم العالم العربي. ويُعد هذا الفيلم باكورة الأعمال التي يتم تصويرها في استوديوهات الحصن الحديثة، التي تم افتتاحها على أرض الواقع في أواخر العام الماضي، وبذلك أصبحت الرياض تحتضن صرحًا سينمائيًا ضخمًا، يُعد من بين أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في منطقة الشرق الأوسط، ويضم سبعة استوديوهات متطورة تمتد على مساحة 10,500 متر مربع، إضافة إلى قرية إنتاج متكاملة تشمل ورشًا متخصصة للنجارة والحدادة وتفصيل الأزياء، وقد حظي 75 شابًا وشابة سعوديين بفرصة التدريب العملي على أرضها في مختلف مجالات الإنتاج السينمائي.

هذا الإنجاز العظيم ما هو إلا مثال على التحولات الإيجابية التي طرأت على حياتنا، وحوّلتها إلى الأفضل والأجمل، وذلك بعد سنوات عجاف لم نجنِ منها إلا القليل، وأزاحت عن كاهلنا صعوبات جمة، وعقبات أعاقت مسيرتنا نحو التنمية والازدهار، وفكّت عن المملكة قيود التطرف والانغلاق، التي كبّلتها بثقافة الركود، وحاصرتها في دوائر التعصب والتشدد، بفضل الله وتوفيقه.

وأشار المستشار تركي آل الشيخ إلى أن قصة الفيلم وفكرته تم تطويرهما على يد فريق «Big Time» التابع لهيئة الترفيه، وهو صندوق استثماري تم تأسيسه مؤخرًا بهدف الارتقاء بجودة المحتوى العربي، من خلال إنتاج وتوزيع وصناعة الأفلام، بمشاركة نخبة من كبار فناني الوطن العربي وخارجه. ويمثل هذا الصندوق تحولًا نوعيًا في مسيرة الهيئة بشكل عام، وفي مسار الترفيه بالمملكة على وجه الخصوص، حيث وضع جميع العاملين في هذا المجال أمام تحدٍ جديد، يستدعي تغييرًا جذريًا في المفاهيم، وينقل المبدع السعودي من مرحلة استهلاك الفن وتقليده، إلى المشاركة الفاعلة في صناعته وتطويره، وإدراك دوره المحوري في هذه الصناعة. كما يهدف الصندوق إلى الاستثمار في أهم الأفلام السعودية والخليجية والعربية، والتطلع إلى المساهمة في الأفلام العالمية، مما يرفع سقف الطموحات، ويضع ذوي الاختصاص من الجانب السعودي أمام تحديات كبيرة، تتطلب وعيًا جديدًا، يشمل تغييرات جوهرية في بنية الوعي بأهمية الترفيه، والعمل والاستثمار في هذا المجال الحيوي.

فبالإضافة إلى إنتاج هذا الفيلم الضخم، فقد تم الإعلان عن خمسة مشاريع سينمائية أخرى قيد التنفيذ خلال الفترة المقبلة، وستُنفذ وفقًا لأعلى المعايير العالمية، لتدخل المملكة بقوة إلى عالم الإنتاج السينمائي، مع وعد معالي المستشار أبو ناصر بالوصول بالإنتاج الوطني السعودي إلى مستويات عالمية، وذلك بتوجيهات القيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود.

واليوم، تحتضن المنطقة الشرقية فعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته الحادية عشرة، بمشاركة 22 جهة عارضة، وسيتم عرض 12 فيلمًا سعوديًا، بالإضافة إلى إقامة العديد من الندوات والبرامج التدريبية المتخصصة، وذلك بعد انطلاقة موفقة عام 2008، ليصبح المهرجان منصة محورية لدعم السينما السعودية، التي كانت تُعتبر من المحرمات في عقول بعض المتشددين.

نشكر الله العلي القدير على هذا التحول الكبير نحو حياة جميلة ومزدهرة، ونثني على رؤية صاحب الرؤية الملهمة، التي غيرت حياتنا إلى آفاق أرحب من جودة الحياة والرفاهية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة